التقليدية، التاريخ، الثقافة والنظرية

أفكار إلعادة قراءة السيرة الذاتية اليلي كدوري وكتاباته

الملخص

للشرق األوسط الحديث، رجل علومً هاماكان المؤرخ والمثقف اليهودي ايلي كدوري باحثاسياسية وباحث بمجال القومية في األكاديمية البريطانية ما بعد الحرب العالمية الثانية. في هذاالمقال سأبين كيف تتيح ”التقليدية“، كتصنيف ثقافي تاريخي وكتعبير عن الحداثة اليهوديةفي الشرق األوسط وكتوجه تحليلي، تتيح المجال إلعادة قراءة السيرة الذاتية لكدوري وبعضمواقفه. سوف أدعي بأن التقليدية، كموقع وسطي وكموقف نظري، سمحت لكدوري بأن يطورً ال يخضع للمصطلحات والمنظومات الثنائية أو لطريقة التفكير التي تتماشى معً نقدياتفكيراالخطاب الذي يصور التقاليد كنقيض للحداثة والنهضة. باالعتماد على هذه النظرة للتقليدية،ً لتصويره ك“محافظ“، تنسجم مع توجهات نقديةسوف أدعي بأن مواقف كدوري، خالفافي الخطاب األكاديمي الراهن، وعلى رأسها نقد العلمنة والحداثة. عدا عن ذلك، فقد سمحتالتقليدية لكدوري أن يقوم بتفكيك مصطلحات وثنائيات حديثة شائعة وتركيبها من جديد.لم يكن توجه كدوري هذا نتاج التقليدية فقط ولكن كذلك نتاج مجموعة من السياقاتالتاريخية التي صاغت عالمه الثقافي والفكري، مثل التاريخ الثقافي واالجتماعي لعائالتالنخبة اليهودية في بغداد ولعائلة كدوري الموسعة في القرن التاسع عشر والعشرين، وتجربةالتنقل الثقافي والسياسي بين عوالم وذكريات امبريالية، عثمانية وبريطانية، قريبة وبعيدة،وبين القومية وتجلياتها الراديكالية في العراق بسنوات الثالثين واألربعين. أضف الى ذلكالوعي اليهودي العراقي الحديث وطبيعته المركبة لمزجه األسس البابلية، العربية، االسبانيةواالنجليزية، والذي يتراوح لدى كدوري بين بغداد القديمة، األندلس، إسبانيا المسيحية ولندنالحديثة.