مبعوثين صهاينة؟ المبعوثين العربفي اليمن بخمسينيات القرن العشرين

الملخص

بعد الهجرة اليهودية الكبيرة من اليمن )١٩٥٠-١٩٤٨(، بقي في اليمن اإلمامية حوالي ألفييهودي. عاش هؤالء حياة مريحة وكانت عالقتهم بالمسلمين جيدة بشكل عام. إال أن عالقة يهودالعالم بيهود اليمن الذين عاشوا تحت حكم اإلمام احمد حميد الدين )١٩٦٢-١٩٤٨( قد كانتمحدودة بسبب البعد الجغرافي الكبير والتوتر السياسي في اليمن.ً الى إسرائيل. للوصولكانت الوكالة اليهودية معنية باحضار هؤالء اليهود أيضاإلى هذه التجمعات اليهودية وتشجيع مغادرتها لليمن، كان على الوكالة اليهودية أن تستعينبمبعوثين يقومون بزيارة هذه التجمعات البعيدة، وكانت الطريقة التي تم اختيارها من أجلالقيام بهذه المهمة هي استئجار شركات سفر عربية. حيث زار المبعوثون العرب التجمعات،أقنعوا اليهود والمسلمين بالسماح لهم بالخروج ورافقوا القوافل حتى وصولها إلى عدن. فيمعرض المقالة، سوف أتناول طرق عمل المبعوثين، وسأبين المسوغات االقتصادية والدينيةمن وراء هذا االختيار المفاجئ. كما سأبين كيف ساهم اطالع المبعوثين على خفايا السياسةاليمنية المحلية في نجاح مهمتهم.إدعائي بأن المبعوثين العرب يشكلون حالة دراسية ممكن أن نستدل من خاللها علىالتعاون بين الحركة الصهيونية وبين األنظمة اإلسالمية، وهو التعاون الذي شجع على خروجاليهود من موطنهم. من ناحية الصهاينة، كانت هذه بمثابة مساهمة جدية في اقامة دولة إسرائيلوزيادة عدد سكانها اليهود. أما من ناحية المسلمين فقد سمح خروج اليهود بتأميم ممتلكاتهم،توسيع المناطق الخالية في الدولة والتخلص من أطراف اشكالية من ناحية سياسية ودينية.سوف أتتبع في المقالة مراحل الهجرة من اليمن، واستعرض العوامل التي أدت إلىنجاح العملية. الى جانب هذا النجاح سوف التفت الى العيوب كذلك، ومن بينها المس باليهودوممتلكاتهم، وكذلك قرار بعض اليهود البقاء في اليمن واعتناق اإلسالم