حول الاولياء والمحتالين والصالحين في مصر

قصة "ولي الله" لمحمود تيمور والسياق التاريخي لكتابتها

الملخص

قصة "ولي الله" للكاتب المصري محمود تيمور , الذي يعتبر من ابرز كتاب "المدرسة الحديثة" والتي جاءت ترجمتها في هذا المقال تصف الشعائر الخاصة باحد الشيوخ الاولياء, الذي يتوجه اليه أتباعه من اجل الاستعانة بقدراته الطبية المدهشة.يعالج محمود تيمور في انتاجه الادبي قضية الاسلام الشعبي والشعائر الخاصة بالاولياء ,مثلما هو الحال في قصص كتاب "المدرسة الحديثة" والتي عمل تيمور في اطارها في منتصف العشرينات من القرن الماضي. تشكل هذه القصة نقطة انطلاق للبحث في السياق التاريخي لكتابتها: السيرة الذاتية لمحمود تيمور واهداف جماعة كتاب "المدرسة الحديثة", والحالة السياسية والثقافية التي كانت سائدة في مصر في اوائل القرن العشرين.تبرز الخلفية التاريخية المعاني المعقدة للطقوس الدينية الاسلامية الشعبية في هذه القصة وفي أعمال أدبية أخرى. اتاح الاهتمام بالمعتقدات الشعبية للكاتب من جهة ان يصف وصفا ايجابيا ثقافة الطبقات الدنيا والقروية, والتي تعتبر الثقافة المصرية الاصلية.ومن جهة اخرى ان ينتقد فساد رجال الدين في المجتمع المصري. ان عرض تيمات مصرية- اسلامية من خلال هذا النوع الادبي (القصة القصيرة)ذي الاصول الغربية مكن الكاتب من ابراز خاصيته وأصالته, كما انه مكنه من الاحتجاج على الاستعمار الغربي, بالرغم من اعجابه بانجازات الثقافة الغربية. وأخيرا ومن خلال هذا النهج اراد محمود تيمور والذي ينتمي الى اسرة مرموقة (تركية الاصل), ان يتوجه الى جمهور قراء اوسع وان يشدد على انتمائه للشعب المصري.