بين الخيال والأرشيف:

أدب للمؤرّّخات والمؤرخين

الملخص

يستعرض هذا المقال منظومة العلاقات المركّّبة القائمة بين الأدب والدراسات الأدبيّّة والتاريخ، ويسعى إلى إظهار جانب من الإمكانيّّات والتحدّّيات التي تنطوي عليها عمليّّة استخدام الأعمال الأدبيّّة والنظريّّة لغرض البحث التاريخيّّ. يسعى النقاش إلى إثبات ثلاثة ادّّعاءات رئيسيّّة: أوّّ ا لًا، على الرغم من المحاولات المست رّمّة للتمييز بين الأدب والتاريخ، إ ا لّا إنّّ المجالين يحافظان على علاقات بينهما بمستويات مختلفة، وتأثير الدراسات الأدبيّّة على التاريخ الحديث أعمق ممّّا يميل الكثير منّّا إلى الاعتراف به. ثان اًيً، على الرغم من هذه التأثيرات، وعلى الرغم من الإمكانات الكامنة في الأعمال الأدبيّّة، إ ا لّا إنّّ مؤرّّخي الشرق الأوسط ناد اًرً ما يستخدمون النظريّّة الأدبيّّة والأعمال الأدبيّّة كصمدر. تبرز هذه الأقلّّيّّة بشكل خاصّّ في دراسة تاريخ المجتمع الفلسطينيّّ، وهو ما يتناوله هذا العدد. وأخي اًرً، يوضّّح المقال أنّّ النقاش التاريخيّّ للأعمال الأدبيّّة لا يمكن أن يكتفي بالتطرّّق إليها باعتبارها ”نافذة على الماضي“، لأنّّ الأعمال الأدبيّّة لا ”تعكس“ المجتمعات فحسب، بل ت كّشّلها أي اًضً بطرق مختلفة، وهو ما يجب على المؤرّّخين أخذه بعين الاعتبار.